الهند
لا نعرف على وجه التدقيق، تاريخ تبشير الهند، لكن بحسب التقليد المتداول، ان الرسول توما هو من بشرها، عبر بلاد ما بين النهرين. ولا يزال مسيحيو أقليم ملابار ينتسبون اليه. كما أن هناك تقليدًا عريقًا مفاده ان توما القناني قننيا، من قنى جنوب المدائن بالعراق، قصد الهند بِمعّية قافلة من العائلات عام 345 وسكن في “Kottayam” ولا تزال هذه الجماعة تسمي نفسها قناناي، ولها أسقف وادارة مستقلة. وتقاليدها شبيهة بعاداتنا المشرقية. كما ان الرحالة قزما Cosmas Indicopleustes يذكر نحو عام 553، انه وجد في الملابار بالهند أسقفًا مرتبطًا بكرسي فارس، وكذلك وجد اسقفًا آخر في جاوا. ولما استولى البرتغال على الهند اقام اليسوعيون اسقفًا من بينهم على الاقليم، وغيّروا الكثير من طقوسهم وعوائدهم، وفُرضت عليهم في مجمع ديامبر1599، طقوس وممارسات لاتينية.
واستاء بعض مؤمني الملابار من هذا التغيير، فالتجأوا الى البطريركية الكلدانية عدة مرات لاقامة اساقفة كلدان عليهم، لا سيّما في زمن البطريرك اودو، لكنها باءت بالفشل بسبب إصرار الكرسي الرسولي على ربط كنيسة ملابار مباشرة بروما. امام ذلك التجأ عدد كبير منهم عام 1665، الــى بطريرك السريان الارثوذكس الانطاكي، ملتمسين أسقفًا سريانيًا، ومُوبْدين استعدادَهم لاتباع الطقس الانطاكي، فلبىّ طلبهم، وسموا ملانكار. وتعد كنيسة ملابار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مؤمن، عدا نفوس الكنائس الاخرى.