لهذا السبب نقول بأن ملء النعمة الحقيقية في الصداقة يقدر فقط
أن يكون بين الكاملين والمتساوين في الصلاح
هؤلاء الذين لهم تفكير متشابه وغرض واحد..
فإن أردتَ أن تحفظ الصداقة غير منكسرة،
يجب أن تهتم أولا بالتغلب على أخطائك وإماتة شهواتك،
وتنفّذ ما يبهج النبي بغيرة وغرض متحد:
“هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معاً” (مز133:1)
الوحدة تكون في الروح أكثر منها بحسب المكان.
إذ ما نفع الوحدة في المسكن إن كان هناك خلاف من جهة الشخصية أو الهدف.
وفي نفس الوقت لا يوجد ما يمنع وجودها بين الذين
قد تأسوا على صلاح متساو وهم مفترقون من جهة المكان،
فبالله تتحد الطبائع وليس بالمكان…
القديس إكليمندس الإسكندري