تاريخ الإجهاض:
إنّ الحضارات الإنسانية المتعددة مارست الإجهاض منذ أقدم العصور، وحتى أن كبار المفكرين في التاريخ أباحوه. فأفلاطون وأرسطو لم يسمحا بالإجهاض فحسب، بل فرضاه في حالات معينة. بالنسبة لأفلاطون الطفل غير المولود هو كائن حي له نفس. وفي جمهوريته يفرض على الحامل التي لم تبلغ العشرين والحامل التي تجاوزت الأربعين أن تسقط الجنين[1]. كما فرض الإجهاض في المُضارة Bigamy والزنى وسِفاح القربى (ارتكاب المحارم) Incest والعلاقة الجنسية قبل الزواج Pre-marital sex. قناعته جاءت من أن المرأة تلد أولادا للجمهورية، وأهداف هذه الجمهورية هي أهم من غير المولودين. وأكد على أن الجمهورية يجب أن تقتل الأجنة أو الأطفال الرضع ذوي العاهات، وذلك من أجل تحسين النسل Eugenics.
ومن هذا المنطق نفسه صادق أرسطو على قتل الأطفال المشوهين كوسيلة لتحديد النسل وتحسينه. وإذا كان قتل الأطفال محرماً ممنوعاً في الأعراف المحلية، فإنه يدعو إلى الإجهاض قبل وقت دخول النفس إلى الجنين Ensoulment[2].
ولكن فيثاغوراس دحض رأيهما على أساس فلسفته المنادية بتقمص الأرواح، وعلى أساس أن دخول النفس إلى الجنين يتم وقت الحمل. ولقد أثرت الفيثاغورية في القَسَم الأبقراطي الطبي، الذي يتضمن التعهد بعدم إعطاء عقاقير مجهضة للجنين. وعلى الرغم من أن الرواقين اعتبروا أن الجنين يصبح كائنا بالولادة فقط فإنهم رفضوا الإجهاض، لأن الطبيعة تعلمنا أن نربي وننشئ الأطفال لا أن نقتلهم.
فيلون الإسكندري اعتبر أن الإجهاض هو كقتل الأطفال[3].