عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2016, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,355,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يسوع المسيح والحضارة

والكنيسة التي هي جسد المسيح، من واجبها ومسؤوليتها أن تميّز ما هو وفيّ لحقيقة الإنجيل، وما هو منافٍ لهذه الحقيقة، وما يبني جسد المسيح وما يبليه ويشوشه. وفي إطار الحقيقة الكنسية يمكن للمرء أن ينضج ويجوز فهماً صحيحاً بإزاء ما يرتبط برسالة الإنجيل، وبإزاء ما لا علاقة له بهذه الرسالة، أو يعارضها. “لأن من يشارك في الحليب فقط لا يصلح لكلمة البر، لأنه طفل رضيع. اما الطعام الصلب فهو من خواص البالغين الذين باتوا قادرين أن يميّزوا الخير من الشر” (عب 5: 14). الكنيسة اليوم أكثر من أيّة حقبة أُخرى من التاريخ، عليها أن تبقى وفيّة لدعوتها المزدوجة:
1- أن تميّز من خلال قدرتها الروحيّة ما هي الفروقات بين الخير والشر.
2- أن تترجم بروح من المسؤولية المبادئ المسيحية الأساسية وذلك لمواجهة التحديات المستجدّة في السياق التاريخي المتطور.
لقد صارت الكنيسة هذه المهمة المزدودة عبر التاريخ، وعليها اليوم كما كانت في الماضي واجب الوفاء لدعوتها.
ومن الواضح أننا نعيش في تعددية حضارية، ونحتاج إلى معايير كنسية عالية المواهبية “تمييز الأرواح” (1 كور 12: 10). وإلا فإن كنيستنا ستسير في ركب العالم وتكيّف كرازتها مع رغبات العالم وعاداته وتقاليده. وإذا قبلت الكنيسة بسبب إنعدام الحكمة، أو بداعي الإهمال ما تقدمه التيارت الاجتماعية الحضارية المعاصرة، فمن الواضح أن الإنقسامات ستظهر في جسدها. وصحيح أنه في زماننا، كما في كل زمان، هناك تشنّج جذري وتضاد بين القيم المسيحية والبنى الحضارية. حضارة الآلة، الحضارة التي تخدم الأنظمة الاستبدادية أو المصالح الإقتصادية، الحضارة التي تقوّض توازن الإنسان وسلامته الداخلية، وسلامة بنيته أيضاً، مع بعض الأخطار والأفعال التي وباسم الديمقراطية والمساواة في الحقوق تطيح بالإنسجام بين العلاقات الإنسانية، وهذه كلها لها وقع وتأثير على حياة كنيستنا.
  رد مع اقتباس