عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 07 - 2016, 07:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,355,402

ودراسة الفكر المسيحي القديم تسهم في الجدل الدائر في زماننا بين الإنجيل والحضارة. ورغم أنه ليس يتسع الكلام في هذه المقالة الصغيرة لسرد كل التفاصيل التاريخية، إلا أنني أعتقد أن إشارة مقتضبة للمرحلة المسيحية الأولى تكون نافعة لموضوعنا. إن دراسة المعطيات التي في حياة الكنيسة الأولى، من شأنها أن تساعد المرء على الاستنتاج أنه رغم أن الحضارات قد تمّت مقاربتها إيجابياً، إلا أنها لم تفهم ابداً على أنها صلاح غير مشروط. فالحضاراة كانت تعني أساساً، وفي العصر المسيحي الأولى، التراث اليوناني بكل متشعباته وميوله الفلسفية، وبنيته الاجتماعية وسحره الجمالي. وأحد المحبّذين للحضارة اليونانية كان يوستين الفيلسوف والشهيد الذي أعلن: |ودروس أفلاطون ليست غريبة عن دروس المسيح، رغم أن الاثنين ليسا متشابهين تماماً”. والشيء نفسه ينطبق على الرواقيين والشعراء والكتاب القدامى. إنذ كلّ شيء قد ذُكر، قل عن حق، من الذين هم مسيحيون.
والخط نفسه اعتمده لاهوتيو المدرسة الإسكندرية، أكثر أو اقل، فهؤلاء كانوا يحبذون الفلسفة اليونانية. كليمنضس فهم التاريخ كحقيقة فريدة، لأن الحقيقة واحدة هي. العهد القديم والفلسفة اليونانية أيضاً اعتبرا منهجين، أو سبيلين يقودان إلى المسيحي. “ولكن هناك طريق واحد للحقيقة، إنه كالنهر كما يقول كليمنضس، وجداول كثيرة تصب فيه من الجهتين”. ويشدد كلمنيضس على البعد التربوي في الفلسفة، وفي الوقت نفسه يدرك ويحدد وظيفتها. وفي أعمال أوريجنس الكاملة، وفي علاقته مع الفلاسفة اليونان في زمانة، يمكن للمرء أن يتلمّس حضور مسألة المسيح والحضارة. أوريجنس يدرك صلاحية التقليد الفلسفي اليوناني، إلا أنه، وفي الوقت نفسه ينزع إلى الخط الكتابي والكنسي، وبالنسبة إليه، هناك ثلاثة إعلانات إلهية متتابعة:
1- الطبيعي.
2- النبوي.
3- والإنجيل الذي فيه نجد المسيح معلمنا ومثالنا.
رد مع اقتباس