وفي نظر المسيحيين، ينطوي شخص المسيح على إعجاز وتضاد عظيمين. المسيح يغلب الموت ويطلق واقعاً جديداً. وإذ نقارب المسيح، لا نستطيع أن نتجاهل الحدث المركزي: قيامته من بين الأموات. الإيمان المسيحي هو نفسه، لم يتبدّل “لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلاً” (1 كور 15: 17). والكرازة بالإنجيل، تنطلق من القبر الفارغ. وهكذا، تقوم كنيسة المسيح على القبر الفارغ. وردّة فعل الناس – بعدما كلّمهم الإلهي بطرس عن قيامة المسيح، في أورشليم – كانت عظيمة “فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم، رباً ومسيحاً. فلما سمعوا، نخسوا في قلوبهم، وقال لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” (أعمال 2: 36-38).
وفي نظر الجماعة المسيحية، ليس المسيح مجرّد معلم، أو واضع للناموس، إنه ابن الله الأزلي، ربّ المجد الذي بتجسده، صار جزءاً من التاريخ الإنساني. ودخول ابن الله في التاريخ الإنساني، يعني ببساطة، أن السبيل المسيحي ليس مسألة قبول بعض المبادئ النظرية عن الله، بل هو في الأساس طريق وجود وحياة. الكنيسة في الأساس هي الشركة مع من يكشف كل شيء، خالق الحياة الجديدة، الفادي والمخلّص.