عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2016, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية والعرب

وفي السنة 580 عزم موريقيوس قومس الأناضول أن يغزو بالاشتراك مع المنذر إحدى ولايات الفرس. وما أن فعل حتى وجد الجسر الكبير على الفرات مهدوماً فارتد خائباً وعزا هذه الخيبة إلى خيانة المنذر وتواطئه مع العدو. وعلى الرغم من عودة المنذر إلى الغزو ووصوله إلى الحيرة وعودته غانماً فإن سلطات الروم ظلت حاقدة ثائرة في أمر هذا الأمير. ولعل السبب في هذا يعود إلى الفارق المذهبي وتوتر الأعصاب. فالعاصمة وأمهات المدن حوت آنئذ جماعات كبيرة من كبار رجال الأكليروس والشعب ونظرت شزراً إلى سياسة التساهل مع اليعاقبة وتاقت إلى تجريد كنائس هؤلاء من حماتها. فصدرت أوامر مشددة إلى مغنوس حاكم سورية بالقبض على هذا الأمير العربي. فأرسل مغنوس إلى المنذر يدعوه إلى حوَّارين ليشترك في تدشين كنيستها ولا سيما وأن البطريرك خليفة الرسولين سيرأس الحفلة. فلبى الأمير الدعوة فألقي القبض عليه وأرسل مخفوراً إلى العاصمة. ومن أغرب ما جاء في كلام يوحنا الأفسسي لهذه المناسبة أن الأمير أقام مع “إحدى نسائه” وابنين وبنت له في الأسر. ومما جاء لهذه المناسبة نفسها كلام الأمير الغساني: “ولقد كان في وسع عرب الفرس أن يأسروا نسائي وأولادي”. فهل يجوز القول أنه كان للمنذر عدة نساء وأن الكنيسة لم تكن تبالي بذلك مادامت زيجات الأمراء المتعددة غير كنائسية! وجرى هذا كله في أواخر عهد طيباريوس. فلما توفي هذا الامبراطور وخلفه موريقيوس عدو المنذر نفاه ورجلاً آخر من كبار الحاشية إلى جزيرة صقلية.
وتمرد أولاد المنذر على دولة الروم وأوغلوا في البادية بزعامة كبيرهم النعمان وأخذوا يشنون الغارة تلو الغارة على أراضي الدولة. وألقوا الرعب في قلوب الحامية في بصرى وأضطروها أن تتخلى عن الذخائر الحربية وأموال أبيهم المحفوظة فيها. فاستعان موريقيوس بأحد أخوة المنذر “الأرثوذكسيين” وألقى القبض على النعمان وأخذه أسيراً. وتصدعت أحوال العرب عند تخوم البادية (584) وتفككت عرى الوحدة بينهم واختارت كل قبيلة أميراً ولحق بعضهم بالروم وعادوا إلى حضن الكنيسة.
  رد مع اقتباس