وفي أخبار كيرلس البيساني إن جماعة من البدو دخلوا على النساك في منطقة أريحا في أواخر السنة 420 وأن النساك فزعوا وتوجسوا خوفاً. فطلب شيخهم الصبيبة Asdabet مقابلة رئيس النساك افتيميوس الكبير. وكان له ولد مقعد “لم تنجح فيه حيل الأطباء ولا رقي الراقين المشعوذين” فبارك افتيميوس الولد الكسيح فقام يمشي. وكلل الله عمله بالنجاح فسامه يوبيناليوس أسقف أورشليم أسقفاً على المضارب. وكان قد اتخذ من بطرس الرسول شفيعاً له فسمّي الأسقف بطرس. ومثّل مسيحيي فلسطين في مجمع أفسس ووقع هكذا: “بطرس أسقف المضارب” وأصبح الكسيح طربون شيخاً على العشيرة وخلفه أولاده وأحفاده. وقُدر لأحد هؤلاء طربون الثاني أن ينقل هذه الرواية إلى كيرلس البيساني فخلدت بخلود مصنفه. وقدّم النذر عدد من أبناء هذه العشيرة بينهم ماري الذي ترأس المحبسة في أريحا وتوفي في السنة 448. ولا يخفى أن القديس الياس بطريرك أورشليم كان هو أيضاً بدوياً عربياً. وهدى ننوس أسقف بعلبك في هذا القرن نفسه ثلاثين ألف بدوي.