عرب البادية: ولا نعرف المؤمن البدوي الأول. ولا نعلم متى بدأ عهد المسيحية في البادية ولعل أقدم الأخبار، رواية نقلها القديس ايرونيموس تنبئ باحترام عشائر البدو في منطقة غزة لشخص ايلاريون الناسك (291-371) وتعلقهم به واعتناقهم المسيحية على يده. ومن أقدم ما يروى من هذا القبيل خبر ماوية البدوية التي حاربت والنس (364-378) وأنزلت به الخسائر الفادحة وحينما جاء دور الصلح والتفاهم اشترطت أن يكون “موسى” أسقفاً على عشيرتها. فوافق والنس وأمر بذلك فنقل موسى الناسك إلى الإسكندرية ليسام أسقفاً على يد لوفيوس الإسكندري. فلم يرضَ موسى لتمسكه بالعقيدة الأرثوذكسية. فجيء بأسقف نيقاوي فسامه أسقفاً. فأقام في البادية يرعى شؤون ماوية وعشائرها.
ويقول سوزمينس المؤرخ أن راهباً من الرهبان تضرع إلى الله أن يرزق زقوماً شيخ إحدى العشائر الضاربة في البادية ابناً ذكراً وأن الله استجاب طلبة هذا الراهب فتنصر الشيخ زقوم وجميع أتباعه وأن زقوماً وقومه أصبحوا أخلص القبائل العربية لرومة في نزاعها مع فارس.