“ركبت خيلك ومركباتك مركبات الخلاص”
سفر نشيد الأنشاد
-
لقد شبهتكٍ يا حبيبتي بفرسٍ في مواجهة مركبات فرعون.
-
ما أجمل خدَّيكِ كخدي يمامة، وعنقكِ بقلائد؟
-
نصنع لكِ سلاسل (أشكالاً) من ذهب مع جمان من فضة.
-
ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته.
-
صُرَّة المُر حبيبي لي، بين ثدييّ يبيت.
-
طاقة فاغية حبيبي لي، في كروم عين جدي.
العريس يتكلم كما بنور
[على غير عادة البشر بدأت العروس بالحديث تعلن عن شوقها نحو عريسها السماوي. وإذ يناجيها عريسها، إنما يشرق بكلماته كأشعة الشمس التي تضيء أعماقها… كلمات مسيحنا هي النور تبدد ظلمة الخطية الخفية في الداخل، وتحول ظلمة قبرنا إلى مقدس منير.
حديثه هو إعلان ذاته كما على جبل سيناء… لكنه إعلان مفرح، لأنه إعلان عن عرس سماوي أبدي.]
سبق الإشارة إلى أنَّ الآيات الأولى في نشيد الأناشيد يمكن مقارنتها بأشعة الشمس عند الفجر بعد أن يسحب الليل آخر ظلاله. إنها لا تحمل ضوءًا صافيًا بل هي مقدمة رقيقة له، لأنها ليست بالأشعة التي تُضيء الإضاءة الكاملة.
تتكلم العروس في افتتاحية النشيد ثم يُشرِق صوت العريس مثل الشمس التي يطغي نور أشعتها على ضوء النجوم والقمر، ويرمز ذلك إلى تطهير وتنظيف الروح استعدادًا لاستقبال الله.
يشترك النص الحالي للنشيد في اللاهوت نفسه، لأن كلمة الله وقوته العظيمة تُمِكّنان القارئ من مشاركته الكلمة. ويشبه ذلك إسرائيل في جبل سيناء الذي كان مستعدًا خلال يومين من التطهير (خر 19: 10) أن يستحق الاستماع إلى الله عند فجر اليوم الثالث. لقد استقبل إسرائيل الله نفسه بعد ما غسل الشعب خطاياه وأقذاره . لذلك يمكن اعتبار تفسير مقدمة النشيد كأن لها نفس فائدة يومىْ التطهير من وحل الجسد لكي نفهم كلمات النشيد.
سوف يُظهر الله الكلمة (للنفس) المتطهرة في اليوم الثالث الذي يتبع اليومين الأول والثاني. وسيجعل ظهوره معروفًا، ليس في الظلام، بل في رعود وبروق وصوت بوق شديد جدًا وأتون نار أحرقت كل ما حول سفح الجبل إلى قمته، ولكنه سوف يتحول ظهوره المخيف هذا إلى فرح جميل ومقبول، لأنه يقوم بين العريس والعروس.