إذ يحمل الكرم ثمرته يحمل معها وعدًا، حقًا إنه لم ينضج بعد ليعطي خمرًا ولكنه ينتظر مرحلة النضوج. وفي الوقت ذاته إنه لا يحرمنا من السرور، لأنه يفرح حاسة الشم بدلاً من التذوق باعتبار ما سيكون؛ خلال عطر الرجاء يعطي عذوبة لحواس النفس.
إن الإيمان الثابت بالرجاء في النعمة يصير بهجة لنا، نحن الذين ننتظر في صبر. وهكذا فإن الطاقة الفاغية” تحمل وعدًا بالخمر. إنها ليست بعد خمرًا، لكنها تنبت نبته الرجاء. إنها تنتظر نعمة لم تأتِ بعد.
إنَّ ذكر عين جدي أيضًا تشير إلى بقعة خضراء فيها يرمي الكرم جذورًا وينتج ثمارًا شهية صحية.
الذين لهم خبرة جغرافية يقولون إن أرض جدي مناسبة جدًا لتعهد العنب. إن الإنسان الذي تتفق إرادته مع ناموس الله يلهج فيه نهارًا وليلاً (مز 1: 2) يصير كالشجرة المغروسة على مجاري المياه (مز 1: 3) وتعطي أثمارها في أوقاتها (مت 21: 41).
هكذا أيضًا فإن كرم العريس مغروس في جدي، مكان خصب، بمعنى أنه في أعماق عقل مُروى بالتعاليم المقدسة، ويحمل هذه العناقيد المثمرة النابتة، حيث نستطيع أن نرى الكرام والمزارع. طوبى لهذا البستان الذي تُشبه أثماره العريس في جمالها! إذ أنه النور الحقيقي، الحياة الحقيقية، الاستقامة الحقيقية وكل ما تبقى كما يقول الحكيم (أم 1: 3).
حينما يكتسب الإنسان مثل هذه الصفات خلال أعماله الصالحة، يتطلع إلى الكرمة بداخل ضميره، ويرى العريس هناك ويعكس نور الحق خلال حياته النقية.
لذلك نقول الكرمة المزهرة، إن عناقيدي تنبت أزهارًا.
إنه العنقود الحقيقي الذي أعلن ذاته معلقًا على خشبة الصليب، ذاك الذي يعطينا دمه لنشربه، ويقدم خلاصه للمخلصين الذين يبتهجون فيه. له المجد والقوة إلى أبد الأبد . آمين.
يتبع…..
القديس غريغوريوسالنيصي