عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2016, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,305

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إن عطرًا واحدَّ يسمى ناردين يطلق اسمه على خليط من كل العطور. كثير من خواص العطور تنسب إلى واحد، أَلاَ وهو رائحة العريس الزكية الذي تستنشقه الحواس النقية.
نظن أن الكلمة يعلمنا هنا عن جوهره المفهوم ضمنًا خلال ترتيب الخلقة والهيكل العام لها:
إنه لا يُدنَى منه وغير ملموس وغير مدرك. بدلاً من الكلام لدينا الرائحة المركبة الناتجة عن كمال الفضائل بداخلنا.
إنها تشبه بطهارتها من هو بالطبيعة عديم الفساد، وبصلاحها تشبه صلاحه، بعدم فسادها عدم فساده، بعدم تغييرها عدم تغيره؛ وبكل ما فينا الذي يتأثر بالفضيلة، فضيلته الحقة التي غطت كل السموات كقول حبقوق النبي (حب 3:3).
حين تقول العروس لأصدقاء عريسها أفاح نارديني رائحته” تأخذ (النفس) من كل زهرة من مختلف مروج الفضيلة وتصير حياة الإنسان عطرة خلال رائحة سلوكه الذكية وهكذا يصير كاملاً إلى حدٍ ما، مثل هذا الشخص لن يكون من طبيعته أن ينظر بثبات على كلمة الله كما على الشمس ولكنه بالأحرى يراها بداخله كما في مرآة. لأن شعاع هذه الفضيلة الحقة المقدسة يشع في الحياة الطاهرة بإفراز، ويجعل الغير منظور منظورًا لنا، والغير مدرك مدركًا، بتصوير الشمس في مرآة نفوسنا.
عندما نتفهم النص نجد أنه لا فرق بين أن نتحدث عن أشعة الشمس، وتدفق الفضيلة أو رائحة العطور الذكية. أيًا كان التعبير الذي نختاره، فهناك فكرة عامة واحدة للكل، أَلا وهي أننا نكتسب معرفة الصلاح من الفضيلة، ذلك الصلاح الذي يتجاوز كل فهم، تمامًا مثلما نستدل على جمال أي نموذج من صورته.