الملك العريس ممتطي الفرس
لكنها لم تُعبِّر بعد عن أنها تابعة للكلمة؛ ولا أنها تحمل فوقها ذاك الذي يمتطي الفرس حتى يأتي بالخلاص (حب 3: 8؛ زك 9:9).
يليق بالفرس أولاً أن يكون في كامل زينته وبعد ذلك يستقبل الملك (الذي يمتطيه).
سواء أخضع الملك الفرس له – ذاك الذي بحسب الأنبياء يمتطينا كفرس من أجل تحقيق خلاصنا (حب 3: 8)، أو كان هو الذي يسكن في داخلنا أو يتمشى معنا مخترقًا أعماق نفوسنا، فلا فرق في المعنى، لأن الوحدة تتحقق خلال الأمرين، وأي قصور يتحول إلى الكمال.
فمن يكون فرسًا يمتطيه الله هو حقًا يتمتع بالله ساكنًا بداخله، ومن يستقبل الله بداخله فقد تجاوز ما كان قد أدركه قبلاً.
لذلك فإن الملك على وشك أن يمتطي الفرس. كما قيل بالنسبة للقدرة الإلهية فإن الاتكاء على مقعد أو مضجع سيان.
إن رجال الملك يجهزون الفرس ليمتطيه بتزينه أولاً، حيث أنه في عينيّ الله لا فرق بين أن يكون بداخل إنسان أو فوقه.
إذا ما تركنا جانبًا المفهوم الرمزي، نجد أن الذين يجهزون الفرس يتعهدون أن يجعلوا منه الآن مُتكئًا، وكما يقول النص يلزمنا أن نصنع سلاسل (أشكالاً) من ذهب مع جمان من فضة لتجميل الفرس، حتى يستريح الملك لا على مقعد بل كما على سرير.