معايير الارتباك والعوائق في حادثة الصلب
إن صلب يسوع على الصليب قد جاوز ما سماه العلماء ب معيار الارتباك وهذا يعني بأن الكتاب المسيحيون الأوائل كانوا قد اختلقوا حدث الارتباك هذا حيث كانوا في حالة من الخوف والارتباك إذا كانت حادثة صلب قائدهم (يسوع) لم تحدث بتاتاً . (28)
إن الصلب خلال القرن الأول اليهودي كان يعتبر وصمة عار اجتماعي فبحسب العلامة Martin Hengel : “إن وصمة العار الاجتماعية والعار المرتبط بالصلب في العالم الروماني كان حقاً مبالغ فيه في ذلك الوقت ” .(29)
وهذا الأمر لم يؤكده فقط الخبراء في هذا المجال بل يمكننا أيضاً الرجوع إلى العهد القديم الذي كان له رأي في موضوع الصلب : “إذا كان الشخص قد ارتكب خطيئة وعوقب عليها الموت وتم تنفيذ هذا الحكم وتم تعليق جثته على الشجرة فيجب ألا يبقى جسده معلق طوال الليل على الشجرة فبدلاً من ذلك يجب دفنه في نفس اليوم وإلا فإن الشخص الذي قام بترك الجثة معلقة على الشجرة سوف تحل عليه اللعنة من قبل الله لذلك يجب على الإنسان ألا ينجس أرضه , هذه الأرض التي وهبها الله له وجعلها من نصيبه ” .
هناك رأي يقول بأن أحد أتباع يسوع المقربين هو الذي تم صلبه وأن لعنة إله إسرائيل قد حلت عليه .
ومع وضع هذا بعين الاعتبار ثم تخيلنا الارتباك الذي واجهه تلاميذ يسوع وأتباعه عندما قائدهم يسوع والذي أظهر جميع أنواع القوى الخارقة أمامهم وكان المسيح المنتظر قد حكم عليه على الصليب وكأنه مجرم ملعون من قبل الله . هذا الارتباك من قبل التلاميذ والذي تضمنتها كلمات يسوع قد ظهرت في عدة مواقع من الإنجيل مثلاً: (يوحنا 13:21-29 ) , (يوحنا 13:7,19) , و لوقا ( 24:44-45) .