الشهادات الأولى
إن صلب المسيح كحادثة هي ليست فقط ذات شهادات مستقلة ومتعددة بل تم الإشارة لها مبكراً أيضاً .
على سبيل المثال دعونا أولاً نستعرض رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثيانس (15:3-5) والذي تحدث عن ذلك بعد موت المسيح بحوالي 5 سنوات .
العلامة الملحد Gerd Ludemann قد أرخ هذه الحادثة بعد 3 سنوات من صلب يسوع فقال :” إن تأريخ الحوادث في التقليد المتبع يجب أن يتم خلال أول سنتين بعد صلب المسيح ” . كما أن صيغة وجود هذه التقاليد قد تم الإشارة إليها في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثيانس بين القرنين 30 و 33 للميلاد . (24)
القديس بولس لم يذكر بشكل مباشر بأن يسوع قد صلب ولكنه علم الناس ذلك وكتب عن ذلك في أماكن متعددة وضمن جميع رسائله . وهذا ينفي أي جدل سابق حول أن الصلب هو ليس سوى زخرفة أسطورية فقط . (فضلاً عن إعلان القيامة فإن القوى الخارقة ليسوع قد ظهرت للعديد من الناس ) . وأخذ يعلّم القديس بولس عن صلب المسيح خلال ال 30 سنة بعد موت يسوع وخلال زمن لا يتجاوز 55 للميلاد في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيانس وإلى غلاطية في وقت سابق . كما أنه بشر رسالته هذه إلى كورنثيانس عندما كان متواجد بينهم بين عامي 50 و 51 ميلادي , وجميع تلك الأحداث قد تمت خلال أول عقدين بعد موت المسيح .
وكما وضحنا في الفقرة السابقة (الشهادات المتعددة والمستقلة) بأن هناك مصادر افتراضية ظهرت أوائل العهد الجديد قد شهدت على حادثة الصلب .
فالمصدر الافتراضي Pre-Markan Passion Narrative قد أرخ ذلك باكراً فبحسب Rudolf Pesch فإن نصوص هذا المصدر قد أشارت إلى (قيافا) والذي كان كاهن أعلى في ذلك الوقت ولا يزال كاهن أعظم عندما بدأت قصة الصلب تتداول في عهده وكان يجب تمييز هذا الكاهن بمصطلح ما عن باقي الكهنة الذين أتوا بعده وحملوا نفس الاسم وذلك في الفترة بين 18 و 37 للميلاد . (25)