ثانياً : لايحصل المتجدد على النعمة إلا من خلال علاقة شخصية وفردية بينه وبين الرب يسوع :
وهذا عملياً نسف للأسرار المقدسة كاملة , إذ يستندون مثلا في موضوع الولادة الجديدة على كلمة الرب يسوع لنيقوديموس : ” مامن أحد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلا إذا ولد من فوق ” يو 3 : 3 , وإذا سَأَلتَ أحدهم كيف تتم هذه الولادة الجديدة التي ” من فوق ” ؟! فيجيب : حين يكتشف الإنسان في لحظة معيّنة يسوع المسيح ويعرفه ويؤمن به , والسؤال الذي يطرح نفسه أيضاً , لماذا يتجنَّبون قراءة الآية (5) من نفس الإصحاح الثالث التي تقول : ” ما من أحد يمكنه أن يدخل ملكوت الله إلا إذا وُلد من الماء والروح ” يو3 : 5 وجوابهم هو : أن الولادة الجديدة التي تحدث لاعلاقة لها بالمعمودية وعندما يَتعمَّد الواحد منهم فمعموديته ليست إلا رمز أو فريضة يقوم بها كتعبير عن طاعته للرب يسوع أو كإعلانٍ عن تجدّده , وإذا ألَحَّ السـائلُ عليهم عن معنى الولادة من الماء والروح فيجيبون بآيـة من مكان آخـر بأنـّـَهم ” مولودون بالكلمة الإلهية ” ليَضعوا الكلمة الإلهية مكان الماء والروح , فلنرجع إلى الكتاب المقدس لنرى الآيات التي تتحدث عن ضرورة المعمودية بالماء والروح وعن ضرورة مسحة الروح القدس والمُناولة وذلك من أجل الولادة الجديدة والنمو في المسيح والثبات بالاتحاد معه . بالرجوع إلى أعمال الرسل وذلك حين نُخِسَت قلوب الجموع بعد سماعهم عظة بطرس : ” فقالوا : ماذا نعمل أيُّها الأخوة ؟ فقال لهم بطرس : توبوا , وليعتمد كلٌّ منكم باسم يسوع المسيح , لغفران خطاياكم , فتنالوا عطية الروح القدس ” رسل 2 : 37 , 38 .