عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 07 - 2016, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

ما معنى هذا؟
الشخص الجاهل لا يعرف قيمة نفسه، يترك قطيع الغنم ويرعى مع الجداء التي رفضها السيد المسيح ووضعها عن يساره (مت 25: 23). لذلك فالراعيا لصالح يضع غنمه على يمينه ويفصل الجداء من القطيع الجيد ويضعها على يساره. لنتعلم من أصدقاء العريس أن نكون واعين لطبيعة الأشياء ولا نحيد عن الحق بحفظ خطواتنا ناحيته.
تحتاج هذه النقطة إلى دراسة متعمقة. كثير من الناس لا يعرفون موقفهم من الحقيقة. لذلك يقتنعون بالطريق التي سلكها من سبقوهم، وينقصهم الحكم الصحيح على الحق، وينقصهم المنطق السليم. ويخطئون عندما تتاح لهم فرصة الحكم على الصلاح، والنتيجة أنهم يختارون لأنفسهم القوة والمركز العالي والمادة في هذا العالم: إنهم يهتمون بما يمتلكونه من مادة بينما لا يعرفون ماذا يستفيدون بها بعد مماتهم. إن العادات البشرية ليست تأمينًا جيدًا للمستقبل لأنها غالبًا ما تقودنا إلى قطيع الجداء بدلاً من الغنم.
يعطي الإنجيل فكرة واضحة عن موضوع الغنم. الشخص الذي يبحث فيما يخص الطبيعة البشرية سوف يحتقر العادات الغير منطقية، ويعتبر كل ما يُسيء للنفس أنه خطية، لذلك لا يفيدنا أن نتبع آثار أقدام الماشية التي ترمز إلى حياة من سبقونا على الأرض. وذلك لأن اختيارنا لما نعمله من الأشياء الظاهرة يظل غير واضح إلى أن نرحل من هذه الحياة، وهناك سوف نعرف من الذي تبعناه. فالشخص الذي يتبع خطوات من سبقوه ويعتبر العادات السارية في هذا العالم دليلاً له، ولا يُميز الخير من الشر إلاّ على أساس الأمر الواقع، غالبًا ما يقع في الخطأ. ويُصبح من فريق الجداء في اليوم الأخير بدلاً من فريق الخراف. لذلك يلزم أن نسمع إلى أصدقاء العروس: أيتها النفس الطيبة، بالرغم أنك كنت سابقًا سوداء، لكن إذا أردت أن تحتفظي بشكلك الجميل على الدوام فلا تقتفي آثار أقدام الذين سبقوك في الحياة. لأنك لا تعرفين إذا كانت آثار الأقدام التي تتبعينها هي مسار للجداء أو للغنم. لذلك يجب الاحتراس لئلا نوضع بعد الموت مع القطعان التي اقتفينا آثار خطواتها بجهل أثناء الحياة.
إذن لم تعرفي نفسك أيتها الجميلة بين النساء، فاُخرجي على آثار الغنم، واِرعي جداءك عند خيام الرعاة” (نش 1: 8). يمكن فهم هذه الفقرة بسهولة أكثر إذا رتبت كلماتها كالآتي: “إذا كنت لا تعرفين نفسك أيتها الجميلة بين النساء فلقد اقتفيتِ أثر خطوات القطعان، وأطعمتِ الجداء أمام خيام الرعاة”. وهنا يتوافق المعنى بالضبط مع تفسير النص كما سبق. ولكي لا تعاني من سوء الحظ، راقبي نفسك كما يُشير بذلك النص. لأن هذا هو الطريق المؤكد لحماية نفسكِ، ويمكن التحقق من أن الله قد وضعنا في مستوى أعلى بكثير من بقية المخلوقات. فلم يصنع السموات على هيئته ولا القمر أو الشمس أو النجوم الجميلة أو أي شيء آخر تراه في الخليقة. أنت وحدك قد خُلقت على مثال هذه الطبيعة التي تعلو فوق أي إدراك، على هيئة الجمال الأبدي وصورته، كما استقبلت البركات الإلهية الحقيقية، وختم النور الحقيقي، وستصيرين مثله عندما تنظر إليه. وعندما تقتدين به هذا الذي يشرق في داخلك (2 كو 4: 6) وينعكس نوره بواسطة طهارتك.