حتى نوضح الغرض من هذه الفقرة علينا أن نركز اهتمامنا بالآتي: إن يوحنا الحبيب الذي اتكأ على صدر الرب أحب ثدييّ الكلمة (يو 13: 25)؛ وإذ وضع قلبه بقرب منبع الحياة تمتع بامتصاص الأسرار الخفية التي في قلب الرب كما يمتص الإسفنج.
يعطينا يوحنا الثدي الغني بالكلمة فنمتلئ من الصلاح الذي أخذه يوحنا من منبع الصلاح، معلنًا عن الكلمة الأبدي. لذلك يحق لنا الآن أن نقول: “نذكر حبك أكثر من الخمر” إذا ما صرنا كالعذارى ولم نعد أطفالاً في أذهاننا تحت نير نوع من التفاهة الطفولية، وإذ لم نتدنس بعد بالخطية فندنو من الموت في كهولتنا. لذلك دعنا نحب فيض التعليم الإلهي لأنهم “بالحق يحبونك” [ع4]. هذا هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه، والمسيح هو الحق. ينسب النص هنا للمسيح اسمًا أكثر جمالاً وملاءمة للرب، أفضل من داود النبي الذي قال: “أن الرب مستقيم” (مز 9: 15). إن الرب يسمى بالحق في هذا النص. لأنه يجعل المعوج مستقيمًا. ليصير كل المعوج مستقيمًا والعراقيب سهلاً (إش 40: 4) بنعمة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد دائمًا أبديًا آمين.
يتبع…..
القديس غريغوريوسالنيصي