هؤلاء الذين لم يبلغوا بعد كمال الفضيلة وهم بعد أحداث يقدمون وعدًا بأن يسعون نحو الهدف الذي يمثله الرائحة الذكية. لأنهم يقولون، “اجذبني وراءك فنجري”. أما الأرواح الأكثر كمالاً فقد ركضت بأكثر جدية وحققت الهدف فعليًا من هذا السير وقد استحقت الكنز المختزن. إذ تقول: “أدخلني الملك إلى حجاله” [ع4]. لقد اشتهت أن تلمس ما هو طيب بشفتيها وقد لمست الجمال بمقدار قوة صلاتها. فقد صلَّت [ع2] لتستحق قبلة خلال الاستنارة التي يمنحها إياها الكلمة).
والآن خلال ما حققته بلغت ذهنيًا إلى عمق آخر للأسرار، لكنها تصرخ معلنة أنها لم تدرك إلا مدخل الصلاح. إن قبلة العريس قد منحتها استحقاق باكورة نِتاج الروح، فتقول أنها تبحث عن أعماق الله في عمق أقداس الفردوس، وكما قال معلمنا بولس الرسول العظيم: “ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن” (2 كو 12: 4).
الآن نراه يكشف الحديث عن دور كنسي، لأن أولئك الذين أرشدتهم النعمة وقد صاروا شهودًا للكلمة، لا يكتموا الحق محتفظين به لأنفسهم، بل بالأحرى يبشرون به آخرين ممن لحقوهم. لذلك تقول العذارى للعروس التي تمتعت أولاً بالصلاح إذ التقت بالكلمة وجهًا لوجه واستحقت أن تتعرف على الأسرار الخفية: “نبتهج ونفرح بك، نذكر حبك أكثر من الخمر” (نش 1: 4).
لأنك تحب ثدييّ الكلمة أكثر من الخمر فسوف نتشبه بك، ونحب ثدييك أكثر من الخمر البشري، لأنه خلالهما يتغذى الأطفال في المسيح يسوع.