عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 07 - 2016, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

من يهب الجميع الحياة ويريد أن الجميع يخلصون يشتهي أن يتمتع كل واحد بنصيب من هذه القبلات، لأنها تطهر من كل دنس.
اَعتقد أن الرب كان يوبخ سمعان الأبرص حين قال له: “قبلة لم تقبلني” (لو 7: 45). كان يعني بذلك: لقد كان يمكنك أن تبرأ من مرضك لو أنك انتزعت الشفاء بشفتيك. ولكن على الأرجح أن سمعان لم يكن مستحقًا للحب، إذ أن مرضه سبَّب له نموًا مطردًا في جسده، وقد ظل غير مشتاق لله بسبب مرضه. ولكن حينما تتطهر الروح ولا يعوقها بعد برص الجسد تبدأ في التفتيش عن كنز الصالحات. اسم هذا البيت الذي يضم الكنز هو القلب. من هذا الكنز يمتلئ الثديين بغنى اللبن المقدس الذي به تتغذى الروح وتنتزع البركة بما يوازي إيمانها. لذلك تهتف الروح: لأن حبك (أي ثدياك) أطيب من الخمر” ويشير بالثدي إلى القلب. ولا نخطئ إذا حسبنا أن القلب هنا ما هو إلاَّ قدرة الله الخفية السرية. من الأرجح أن نعتبر أن الثديين هما عمل الله القوي من أجلنا الذي به يشبع حياة كل منا بما يناسبه.
إن فلسفة سفر النشيد تعلمنا بطريق غير مباشر درسًا آخر ألا وهو إنَّ فهمنا للأمور له شقان: مفهوم جسدي ومفهوم روحي. كما يقول الحكيم في سفر الأمثال، “وتجد معرفة الله” (أم 2: 5). هناك نوع من التناظر بين أعمال الروح وأعمال الجسد الحسية، وهذا ما نتعلمه من هذا النص. إننا نميز الخمر واللبن عن طريق حاسة التذوق، بينما الحقائق الروحية تُدرك خلال قدرة الروح على الفهم والتعقل. إن القبلة نتيجة لحاسة اللمس حين تتلامس شفاة شخصين. على الجانب الآخر هناك نوع آخر من التلامس الروحي للكلمة والعمل يتم بطريقة روحية غير جسدية. كما يقول معلمنا يوحنا: “… الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة” (1 يو 1:1).
بالمثل فإن رائحة المسيح الزكية لا نشتمَّها جسديًا، ولكن خلال قوة روحية غير مادية، أي بقوة الروح. لذلك تسترسل عروس النشيد في آياته الأولى قائلة: لأن حبك أطيب من الخمر. لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق.” [ع1-2].