عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 07 - 2016, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

قُبلات فمه
بعد القيامة، يتحد الجسد – الذي صار في عدم فساد – مرة آخرى مع النفس. إن الشهوات التي تحارب جسدنا المائت الآن لن تكون بعد بل تسكن جميعها. وسيبطل النزاع بين الجسد والنفس. ولن تكون هناك بعد حرب الشهوات ضد ناموس العقل، حيث تهزم النفس وتصير أسيرة الخطية. حينئذ تتنقى الطبيعة من كل هذه الأشياء وتكون الروح واحدة (أي لا تعارض بين الجسد والروح) وسوف يبطل كل تدبير جسدي للجنس البشري. وهكذا فإن النشيد يحثنا على الرغم من أننا مازلنا في الجسد ألاَّ تكون أفكارنا جسدانية؛ بل بالحري علينا أن نهتم بالروح وحدها وأن ننسب كل مظاهر العاطفة في النص إلى صلاح الله الفائق كذبيحة طاهرة غير دنسة. لأن الله وحده هو عذب بالحقيقة، مشتهى الأمم ومستحق أن يُحَب. إن تمتعنا الحالي بالله هو نقطة البداءة لنصيب أكبر من صلاحه ويزيد من شوقنا إليه. وهكذا ففي أسفار موسى (خر 33: 11) يقول إن العروس أحبت العريس. كما تقول عروس النشيد “ليقبلني بقبلات فمه”. إن موسى قد خاطب الله وجهًا لوجه كما يشهد الكتاب (تث 34: 10) وهكذا ازداد شوقه إلى هذه القبلات بعد رؤيته لله. لقد بحث عن الله وكأنه لم يره قط. لذلك فهؤلاء الذين لديهم رغبة دفينة واشتياق لله فإن هذا الاشتياق لا يتوقف بلكلما تمتعوا بالله كلما اِزداد اِشياقهم تأججًا إليه.
إن الروح رغم اتحادها مع الله فهي لا تشعر بملء السعادة مطلقًا. كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه. إن كلمات العريس روح وحياة (يو 5: 24)، وكل من التصق بالروح يصير روحًا. كل من التصق بالحياة ينتقل من الموت إلى الحياة كما قال الرب. وهكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. أنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز 118: 131).
لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: “إن عطش أحد فليقبل إليَّّ ويشرب” (يو 7: 37)؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهي أن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة ويقول: “ليقبلني بقبلات فمه” (نش 1: 2).