عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 07 - 2016, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,396

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تعليم القديس سلوان الآثوسي في الرّوح القدس

نستخلص من فكر القدّيس سلوان هذا أنّ حضوركلّ إنسان من حولنا له غاية معيّنة… قد لا نعي ذلك، ولكنّ حضور كلّ واحد منّا إلى جانب الآخر يسدي له خدمة، تمامًا كما يؤكّد علم الفلَك الحديث أنّ وجود كوكب الأرض يوجِب وجود المجَرّات البعيدة كلّها، والنّجوم، والكواكب. فهي، بطريقة لا نعلمها، تحفظ توازن الكون الّذي محوره الأرض (من مبدأ إنسانويّ).
إنّ الإيمان الرّاسخ أحد النّاس الّذي يوقد شعلة الإيمان في الآخرين يجلب لهم السّلام. هذا ما يُحسَب خدمةَ إيقاظ الإيمان والرجاء بالله. وقد يُحسَب أيضًا خدمةَ صُنعِ السّلام، بمعنى قول القدّيس سيرافيم: “اقتنِ السلام، والآلاف من حولك سيجدون خلاصهم“. إنّما يكفي أحيانًا أن يحفظ الإنسان إيمانه وضميره المسيحيّ. حينئذٍ تضحي ثقتنا بالله سندًا عظيمًا للآخرين، ولو من غير كلام. ولعلّ حياة الإيمان هذه أقوى بشارة بالمسيح، سيّما في عصرنا هذا. فحياتنا في المسيح بحدّ ذاتها هي خدمتنا للعالم، وهي موهبة الرّوح القدس الّتي فينا. (…)
خلاصة
لقد رأينا ما لتعليم القدّيس سلوان في الرّوح القدس من الانعكاسات الكبيرة المهمّة في حياتنا اليوميّة، سواءٌ في الكنيسة، أم في البيت، أمّ في أيّ مجتمع بشريّ. فهي تثبّت لنا قاعدة من أعظم القواعد الحياتيّة لا يسعنا إلاّ أن نقارنها بتعليم المسيح: “كونوا كاملين كما أنّ أباكم السّماويّ كامل هو“. على ضوء هذا التّعليم، نحن الّذين نحاول أن نكون أرثوذكسيّين، ونحاول أن نقتدي بالقدّيس سلوان، نؤثِر أن ننظر إلى ضعفاتنا، كما فعل الأب صفروني دائمًا. فذات مرّة، وهو يتمشّى في درب حديقة ديرنا في إيسّيكس، دنا منه أحدُهم، وقال له: “يأ أبانا صفروني، لقد صرتُ أرثوذكسيًّا الأسبوع الفائت“. فنظر إليه الأب صفروني متحيّرًا، ثمّ ابتسمَ قائلاً: “أرثوذكسيًّا؟! لي من العمر سبعون سنة، وما زلتُ أحاول أن أصير أرثوذكسيًّا، ولكنّني لم أنجح بعد“!
* * *
  رد مع اقتباس