عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 07 - 2016, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تعليم القديس سلوان الآثوسي في الرّوح القدس

بهذا يلخّص القدّيس سلوان تيّارًا خاصًّا بالفكر الدّينيّ الروسيّ، يبعد كُلَّ البُعد عن المفهوم الغربيّ للمعرفة. فهذا لمفهوم الغربيّ يُعزى، في معظمِه، إلى الاستنباطات المنطقيّة عند الفيلسوف هيغِل (Hegel)، حيث المعرفة تحليلٌ موضوعيّ منطقيّ يستند إلى البراهين العلميّة، ويعتمد التّصنيف والتّفنيد. فكلّما اتّسعت المسافة بين الدّارس والمدروس، ازداد بَحثُ الإنسان موضوعيّةً، واتّخذت مقاربتُه له مَنحًى عِلميًّا أفضل. أمّا القدّيس سلوان، فيأتينا بمبدأ معاكسٍ وهو المعرفة كشَرِكة ومُشارَكَة، تتمّ في الأساس بالمحبّة. فهو يكتُب قائلاً: كلّما اكتَمَلَ الحبُّ، اكتملَتْ معَه معرفةُ الله“. لذلك يَنْبَعُ لاهوتُ الرّوح القدس كلُّه عند القدّيس سلوان من خبرته الشّخصيّة للمحبّة الّتي توافق مَنطِق الله. وعندما كتب الأب بولس إنكليزاكيس (Englezakis Fr Paul) المغبوط الذّكر طروباريّة القدّيس سلوان، حيث دعاه “أسمى اللاّهوتيّين قاطبةً”، علّقَ قائلاً: “إنّي أَعجَبُ كيف لبِثَ الرّهبان الرّوس صامتين مدّةَ قرون ، ثمّ انبرى هذا الفلاّح السّاذَج- أعني به سلوان-، ليأتي بأسنى لاهوت على الإطلاق، اللاّهوت بكلّ معنى الكلمة!” إنّ مفهومَه للاّهوت كمعرفة الله بالرّوح القدس هو أشمل خُلاصةٍ وأَوفى تعبيرٍ عن نظرِتنا الأرثوذكسيّة لمصادر اللاّهوت الكنسيّ، وهو مختصٌّ بأقنوم الرّوح القدس أوّلاً. يَشرحُ القدّيس سلوان كيف تبلوَرَتْ الصّيغة اللاّهوتيّة لألوهيّة الرّوح القدس بصفته أحد أقانيم الثّالوث، وذلك لا على أساس المباحثات الفلسفيّة المجرّدة، بل استنادًا إلى المعرفة الطَّقسيّة الاختباريّة، كما يعبّر عنها القدّيس غريغوريوس (اللاّهوتيّ): “الآن أضحى الرّوح القدس ساكنًا فينا، كاشفًا لنا عن ذاته كشفًا أوضح”[2].
هذه النّقطة، معرفة الله بالرّوح القدس، هي أشبه بمقدّمة للموضوع.
  رد مع اقتباس