عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 07 - 2016, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,754

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: نظرة رعائية إلى الكنيسة

لا شك أن المتطلع إلى ظواهر الأمور في الكنيسة يجد أن هنالك نوعاً من عبادة الماضي وكل ما فيه لا بل تأليهاً له كما جاء. يقولون: كل ما مضى مقدس وكل حديث مرفوض. ومن هنا تحجير حياتنا الروحية في كثير من الأحيان وحصرها ضمن إطارات لم يعد لها صلة بحياتنا العملية أو بالحياة الحاضرة. هذا الموقف يعني أن الله كان يوحي ويلهم ولكنه الآن انقطع عن الوحي والإلهام، كما يعني أن الروح القدس كان يعمل في الكنيسة حتى هذا اليوم ثم توقف عن العمل. وفي هذا ما فيه من الخطأ اللاهوتي الفادح. وهاكم مثلاً على طغيان العادة على التراث الروحي الأصيل والتقليد الشريف:
حاولتُ مرة أن أحسب الوقت الذي يستغرقه العنصر الديني في جنازة “مسيحية”. في البيت حيث الميت، لا تقام الصلوات بل تدعى النادبات والقوالون وهؤلاء يتفننون في إغداق الكلمات الرنانة على الميت لإرضاء الأهل كما يعتبرون أنهم نجحوا بمقدار ما يتوصلون إلى إبكاء الناس وإثارة الدموع.
ويتألف الموكب على أساس الوجاهة ويسير في طريق الكنيسة تتقدمه الطبول والزمور والسيف والترس في بعض الأحيان والطلقات النارية عند الإمكان. وقلما يتمكن مرتل من ترنيم “قدوس الله” بين البيت والكنيسة.
فإذا وصل الجثمان إلى بيت الله بقي معظم الحاضرين خارجاً، وتقام الصلاة طيلة ربع ساعة أو عشرين دقيقة أمام القلة من المشيعين.
وما أن تنتهي الصلاة ويحمل الجثمان إلى الجدث حتى يعود الموكب كما كان، يفسح فيه المجال لكليمات من الصلاة أين من يسمعها. فيكون من أصل ساعة ونصف الساعة يعطى الدين ربع ساعة وتدعى الجنازة من أولها “مسيحية“.
هذا المثل يدل – في نظري – إلى أي حد تسلطت التقاليد والعادات على التقليد الأصيل وسلبته الوقت والأهمية، وبقي الكثيرون لا يميزون بين هذا وتلك.
  رد مع اقتباس