* الكنيسة رسولية
هذه الصفة تعني أن الكنيسة مبنية على أساس الرسل مستمرة في التراث الرسولي باعثة في العصور الحاضرة الروح الرسولي والإيمان الرسولي. الكنيسة رسولية بمعنى أنها ذات طابع واحد وجوهر واحد خلال التاريخ وأنها قاسمه المشترك. فهي فيه عنصر ثباتٍ دون تحجر وتوجيهٍ دون خروج عن الحاجات الملحة. فإذا كانت الأسرار المقدسة – ومنها سر الشكر الإلهي – إحدى الأقنية التي تربطنا بالرسل وتجعل منا رسوليين، أفلا يجدر بنا إعادة النظر في إهمالنا الأسرار الإلهية والابتعاد عنها، خصوصاً وأن الكل ليسوا لاهوتيين ولا قانونيين ولا آباء نسك؟ إذا كان الإنسان لا هذا ولا ذاك ممن ذكرت فكيف يمكنه أن يكون رسولياً بالتالي مرتبطاً بالكنيسة الرسولية ؟
والسؤال الذي يجب أن يهز كل واحد منا هزاً هو: ماذا أفعل أنا لكي لا أبقى خارجاً عن الكنيسة في طابعها الرسولي؟ كيف أجعلها حية فيّ بكيانها الذي يضم قروناً من فعالية الروح القدس؟
وإني أؤكد أن أحد الأسباب الرئيسية التي تحوِّل التقليد الإلهي إلى شيء عتيق جامد كما تجعل مجرد العادات الكنسية في نظر الناس تقليداً عقائدياً، هو جهلنا للتقليد الحيّ الفعال وكسلنا الذي يبقي الكنيسة مادة للكتب الموضوعة على الرف لا بزرة الحياة في كل واحد منّا. وهذا أيضاً يجرني إلى التساؤل وإياكم: كيف نعي ونمارس رسوليتنا ونحن جاهلون كل الجهل روابطنا بالرسل، بالرب يسوع، بالروح القدس المحيي؟ وهل يحق لنا أن ندعو انتماءنا إلى الكنيسة انتماءً رسولياً دون توبيخ ضمير؟