الكنيسة ملكوت السموات
ومن التعاريف التي تحدد الكنيسة القول: الكنيسة هي ملكوت السموات على الأرض. هذا صحيح من ناحية أن الكنيسة من حيث هي من صنع الله وبه تعيش هي مؤسسة سماوية. ولكن ما دمنا نتكلم رعوياً نتساءل هل تكون الكنيسة ملكوت الله إذا لم يكن الله فيها كل شيء؟ فانظروا معي إذن إلى واقعنا: نجد أننا نشارك في خطيئة المسيحيين العامة أي أننا في ملكوت الله هذا نعمل لمصلحة ونستغل ونغش لا بل “نخون” المسيح، كما قال أحد المفكرين. أين الوجه السماوي في وجوهنا، في مؤسساتنا، في اهتماماتنا، في مقاييسنا الفكرية منها والخلقية.
هذا التحديد للكنيسة يلقي مسؤولية عظيمة على أكتاف أبناء الكنيسة ويجعلهم على الأرض يمثلون السماء، كما يفترض أن اعترافهم بربوبيّة يسوع وملكه يفوق كل اعتراف بأي رب أو ملك. فهل هذا هو الواقع؟ لا أجسر أن أطمئن إلى واقعنا كما أني، رعائياً، أخاف على أبنائنا أن يناموا على تعابير مثل هذه كما ينام الكثيرون على ماضٍ مجيد ويسكرون بالكلمات. إن تحديد الكنيسة بملكوت الله على الأرض يفترض أن يكون أبناء الكنيسة سماويين في هذه الدنيا وإلا بقيت الكنيسة في إرادة الله فقط ولم تصبح حدثاً واقعياً في التاريخ.