الكنيسة جماعة ذات الإيمان الواحد
والكنيسة في تعريف بعض اللاهوتيين الجماعة ذات الإيمان الواحد والعبادة الواحدة. ولكن وحدانية الإيمان تنبع من وحدانية شعور المؤمنين ووحدانية حقيقة الإيمان. والمعلوم أنه لا يمكن الاطمئنان إلى وحدانية الشعور بدون تربية المؤمنين، ولا الركون إلى وحدانية حقيقة الإيمان إذا لم تدرّس هذه الحقيقة وتكشف للناس. وهذا يعني أن وحدانية الإيمان قد تصبح وقتاً ما كلاماً فارغاً إذا لم يلازم المؤمنين تربية وتعليم وإلا فبماذا يؤمنون؟ وكيف يكون إيمانهم واحداً؟ إن التساوي بالجهل لا يقود إلى اقتناع واحد أو يقين واحد.
كذلك العبادة الواحدة. العبادة لا تكون واحدة إلا إذا كنا نفترض أن الكلمة الواحدة أو الحركة الواحدة تعنيان الشيء نفسه لكل الناس وفي كل آن. وهذا غير الواقع. وما دمنا نحن في الكنيسة الواحدة نمارس تنوعاً في العبادة وعادات مختلفة محلية فلماذا التشبث بتعليم لا نمارسه؟ وما الضرر في أن تكون عبادة خاصة لكل فئة من الناس ومن المفروغ منه أني لا أقصد أسراراً خاصة.
هنا أجيب عن السؤال الأساسي: “ما الكنيسة؟” بأن من عناصرها الأساسية وحدة الإيمان وليس بالضرورة وحدة العبادة.