* المسيح مع شعبه
امتداد لهذا التعاهد نجد يسوع يحيط نفسه باثني عشر رجلاً.
ومنذ بدء بشراه نراه مع هذه الجماعة الرسولية. أي لا نرى مرة المعلم مفصولاً عن هذه الكتلة التي أنشأها داعية لإنجيله. ثم نراه مع السبعين. كذلك نراه يذهب إلى مجامع اليهود ويصلي فيها في كل سبت. أي أنه لا ينفصل عن الجماعة المؤمنة. وحيث يُقرأ الكتاب فهو هناك. وفي مجمع الناصرة يُدفع إليه سفر أشعياء فيتلوه. كذلك نراه في الهيكل: “أنا معكم في كل يوم في الهيكل”، وهدفه أن يدعو كل ذلك الشعب، ثم هدفه أن يدعو الأمم الوثنية فيطلق الاثني عشر، بعد قيامته، إلى العالم، وبكلمة أخرى أثناء وجود المخلص في البشارة لا نراه ينشئ ديناً فردياً يتعاطى فيه الناس تأملاتهم الخاصة ويقبعون في بيوتهم. هذا ليس له أثر إطلاقاً في حياة السيِّد. نعم نراه غير مرة يختلي إلى الله أبيه ويقضي الليل كله بالصلاة. ولكنه لا يختلي إلا لينطلق فيما بعد. بعد ليلة يقضيها في الدعاء يمشي على البحر أو يذهب من جديد للكرازة وشفاء المرضى. بعبارة أخرى، هذه الخلوات التي كان يقضيها مع أبيه كانت استعداداً ليعود إلى الجماعة.