-القدّيسة بلاندين Blandine من ليون Lyon (25 تمّوز)
خادمة صبيّة، أظهرَت من الثبات إزاء التّعذيبات ما أفقد المُعَذِّبين صبرَهم. كفاها أن تقول “أنا مسيحيّة، ونحن لا نأتي أيّ عمل قبيح”، حتّى لا تعود تشعر بالعذابات.
…علّقوها على عمود، وعرضوها على الوحوش، فلم تتوقّف عن الصلاة عاليًا لتشدّد عزم إخوتها في الجهاد. رأوا فيها الربَّ نفسه، الذي صلِبَ لخلاصنا، فازدادوا يقينًا بأنّ كلّ مَن يتعذَّبُ من أجل مجد المسيح، يعيش أبدًّا في شركة الله الحيّ. في ذلك اليوم، لم يجرؤ أيٌّ من الوحوش ويمسّ بلاندين بأذى. كانت نحيفة، ضعيفة، محتقَرة، فتسربلت المسيح، المجاهد العظيم، الذي خوّلها أن تغلب العدوّ…
في اليوم الأخير، تلقّت نصيبَ رفاقها من العذابات، وقد جاء دورها آخرهم جميعًا. بعد الجلد، والوحوش، والنار، حبسوها في شبكة ليتركوها ضحيَّةَ أحد الثيران. رفستها البهيمة عاليًا مرارًا، أمّا هي، فلم تشعر بما يحدث لها، لأنّها واصلت حديثها إلى المسيح، وكلّها مأخوذة برجائها في الخيرات المستقبلة. فانتهى الأمر بهم إلى ذبحها، هي أيضًا. واعترف الوثنيّون مُكرَهين أنّهم لم يشهدوا في حياتهم امرأة تكابد عندهم عذابات بهذا المقدار وبهذه الوحشيّة.