أن يكون المرء مسيحيًّا، يعني أن يقتني رُقيًّا خُلُقيًّا لا يسمح له بإبرام الصَّفقات مع سفاهة الحياة الدّنيويّة وما فيها من ابتذال، ولكن من غير أن يعادي المجتمع.
إنّ مَناقبيّة الكنيسة في موضوع الجنس بشكل خاصّ ليست من باب العَقليّة الضيّقة البالية، بل هي شرط الحياة التي يتحكّم بها فعلاً العشق الإلهيّ. وهي تساعد على الخروج من الذات لنحبّ الآخر ونحترمه على أساس أنّه شخصٌ على صورة الله، وترفض النَّرجسيّة التي يدعو إليها مجتمعٌ غارقٌ في الجنس حتى الإفراط، لأنّ هذه لا تؤدّي إلاّ إلى السّأم والعزلة.
التحرُّر الجنسيّ المزعوم لا يَنتُجُ عنه إلاّ وقوع الإنسان في حلقة مُفرَغَة لتعاقُب اللّذّة فالشَّهوة. كلُّ تلذّذ جَسديّ يولِّدُ فيه شهوة جديدة ويُغلِق عليه في الموت.
من صفات الشباب المسيحيّ الشَّجاعةُ ورفضُ المساومة إزاء روح العالم. لا ينبغي الجزع والخوف، بل التصدّي بثبات لإغراءات الدُّنيا. فهروب الشابّ من أمام التجربة ليس علامة جُبن بل عنوان مَجده. وعلينا اتّخاذ بأس الشّباب من الشّهداء مثالاً.