بالتالي، أصابَ من حَدَّدَ المجتمعَ الغربيَّ بأنّه “مجتمع الشهوة”, بالأحرى من “مجتمع الاستهلاك”. فالاقتصاد العالميّ بأسره يقوم على تغذية حاجات لا تنتهي بوساطة الدِّعاوة (او “دعاية” publicité )، من خلال المناداة بوعود لَذّاتٍ سهلة متواصلة، تنأى عن الحاجات الحقيقيّة للإنسان. والهدف الوحيد من هذا هو إشباع الرغبة، وتثبيت “الأنا”.
هذه إذًا عاقبة “الأُدْلوجات” التي حَشَدَتْ في الطُّرقات آنذاك أترابي من الشّباب. معظمهم حرّكته في البدء روح شهامة صادقة، ولكنّهم انخدعوا بمنطق عنيد لا بدّ أنّ شخصًا خفيًّا أثاره فيهم، ما هو إلاّ الشيطان.