عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:33 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,691

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

المطالعة الروحيّة والصلاة
إنّ سبُل الجهاد الروّحيّ السابق ذكرها تنتمي إلى ما يسمّيه الآباء القدّيسون “العمل” بالوصايا، وهو يرمي إلى “تطهير الضمير” للمثول في حضرة الله. ولكنّ هذه الممارسة لا تكفي. يجب أن تُرفَقَ بجهاد آخر يكمُّلها، وهو جهاد داخليٌّ أكثر من الأوّل. إنّه البحث عن علاقة حيّة وغير منقطعة مع الله، من دونها يتهدّدنا خطر التّعب في وقت قصير.
من أجل تغذية هذا الشوق الأوّليّ لله، الّذي يُطلِق فينا الجهاد، علينا، في البدء،أن نتأمّل مليًّا في كلمة الله، ونغذّي ذكر الله.
فالمطالعة الروحيّة تختلف عن المطالعات الأخرى الّتي نقوم بها بغية الاستعلام والتعلّم، حتى في مضمار اللاهوت. وللإفادة حقًّا من هذه المطالعة، يجب أن نخصّص لها أوقاتًا مميزّة، وأن نُقبِلَ على هذه النّصوص بما نوليه من الوقار للإيقونة أو لرفات القدّيسين، ونحن على يقين أنّنا ذاهبون للقاء الله أو القدّيس شخصيًّا من خلال أقواله. حينئذٍ تصير هذه القراءة لمسًا حقيقيًّا لفِعل النّعمة الإلهيّة. فنشعرُ كأنّ أقوال الكتاب وُضِعَت من أجلنا، ونتلو المزامير وكأنّ ما تعبِّر عنه من التسابيح أو الإستغاثة هو كلامنا الخاصّ. وإذا قرأنا مآثر القدّيسين اشتهينا أن نماثلَهُم. ولكي نستفيد من هذه القراءة، يجب أن نتلفظّ ببطء، وربّما بصوت خافت، بالمقاطع الّتي تلمسنا، مكرّرينها، ومتأمّلين في معانيها، حتى تنفذ إلى قلبنا، وتتّحد بكياننا. فتأمّل كلمة الله، مثل تناول الطّعام، يجب أن يُمضَغَ جيِّدًا لكي يتمَّ هضمُه، وينتقل إلى دَمِنا، ويُحييَ كياننا كلَّه.
  رد مع اقتباس