عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

فعوضَ أن نتّخذ على عواتقنا تعهّداتٍ كبيرة لن نستطيع التزامها، ومن شأنها أن تحبطَ عزيمتنا، خيرٌ لنا أن نبدأ بالأمور الصغيرة الّتي تساعدنا على اختبار بسالتنا في الجهاد. هكذا نطبّق كلام الرّبّ: “الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير، والظّالم في القليل ظالم أيضًا في القليل”(لو16: 10).
يكفي مثلاً أن ننتبه إلى ما يتحرّكُ فينا من الاستياء والتمرّد كلّما تُعكِّر علينا الظروف إحدى عاداتنا الحميمة الّتي تَعلّقنا بها. وسرعانَ ما نلحَظُ كثرة هذه العادات. عددٌ كبيرٌ منها كانت تصحّحُه أو تضبطُهُ في السابق التربية الموروثة والآداب، وهو ما كناّ نسمّيه حُسن الأخلاق. ولكن في عالمنا الّذي فقدَ جذورَه المسيحيّة، وأخذت تستشري فيه الفظاظة ودناءة الأخلاق، بِتنا في أمسّ الحاجة لأن نقاومَ عادتَنا أن نسعى إلى فرض ذوقنا على الآخرين، ورغبتَنا في إبراز أنفسنا، وفي امتلاك تقدير الآخرين واعتبارهم، إلى جانب كلِّ ما نجمعُه من الأشياء المادّية الّتي ترضي شهواتنا.
هكذا بفضل جهادنا النّسكيّ ضدّ الأنانيّة نكتشف أنّ الناس المحيطين بنا ليسوا أعداءَنا، ولا منافسينا، ولا عبيدنا، بل هم “قريبُنا”. هذه الكلمة الّتي نَحَتَها العهدُ الجديد تعني أن أنظر إلى سواي من البشَر نظرَتي إلى “إيقونات على صورة الله”، مع اليقين بأنّهم لا يقِفون في وجه مصالحي الشخصيّة، بل يكشِفون لي سرّ حضور المسيح، وهو مَن صار “قريبي” بامتياز.
يَشيعُ في أيّامنا الكلام على محبّة القريب، وغالبًا ما نتعاطاها بمعناها السطحيّ الأقرب إلى الإحسان، فتتّخذ شكلَ أعمال الرّحمة والخير، الّتي نقوم بها لنرضي ضميرنا. ولكنّنا في الوقت ذاته نستمرُّ في حياتنا اليوميّة نتلفّظ بأقوال قاسية، وبالانتقادات، ونبدي لامبالاةً تجاه الأشخاص الّذين نلتقيهم.
  رد مع اقتباس