عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:30 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,353,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

ولا نتوقّفُ عند مثال القدّيسين القدماء، بل نَجِدُ في أيّامنا أشخاصًا عاشوا هذا الغَصْب الإنجيليّ لاكتساب سلام المسيح بنعمة الروح القدس. أمثال هؤلاء جدّدوا الحياة الروحيّة في جبل آثوس. ففي السّتينات من القرن الماضي، قلَّ عدد الرّهبان في الجبل المقدّس، حتى سادَ الظنّ أنّ جبل آثوس سيُغلِق أبوابَه. وفجأةً ظَهَرَ أشخاصٌ عندهم هذا الشوق لله، فَجَرّوا في إثرِهِم أناسًا آخَرين. وتغيَّر الوضعُ تمامًا، فتدفّق الشّبان على الجبل، طالبين الحياة الرُّهبانيّة. هؤلاء الأبطال الروحيّون معروفون لديكم: الأب يوسف الهدوئيّ (†1959)، والأب باييسيوس († 1994)، وسواهم. كان لكلِّ منهم طابعَه، وشخصيّتَه، ولكنّهم التهبوا جميعًا بعشق المسيح. والآن بعد خمسين سنة من هذا التَّجَدُّد، نكتشِفُ كُلَّ يوم أخبار رهبانٍ أقلَّ شُهرة، ولكنّهم كلّهم عبَّروا عن شوقهم للمسيح بالنُّسك، وبحياتهم البسيطة والفقيرة. ففي تلك الأيّام كانت ظروف الحياة صعبة في الجبل المقدّس، كما في كلّ مكان، فتوفّرت أسبابُ النُّسكِ حُكمًا. غيرَ أنَّ هؤلاء أضافوا أتعابًا إلى أتعابهم، وعبّروا عن محبّتهم للمسيح بالحرمان. حرَموا أنفسهم أيّ تعزية جسديّة، وافتَرشوا الحَضيض، وتناولوا خبزًا عفِنًا، وفضّلوا أن يَنقُلوا الأحمال الثَّقيلة على ظُهورهم، بدلَ استخدام الحَمير.
هذا الاستعداد للتضحية، ولتحمُّل المشقّة، هذا الحرمان الطّوعيّ، هو أكثر ما يُعوِزُ جيلَنا، وقد اعتَدْنا الراحة وطلَبِ التسهيلات. لهذا، في ظروف حياتنا، كلُّ ذَرّة زُهد أو تَخَلٍّ طَوعيٍّ تُحسَب عند الله بمستوى نُسك الآباء القدماء.
الجهاد الروحيّ المُعاصِر
  رد مع اقتباس