عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:26 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,997

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

إلى ذلك، يجب ألاّ ننظر إلى هذا الجهاد المَرير ضدَّ “الإنسان القديم” نظرتَنا إلى حربٍ موجِعَة دامية، بل نظرتَنا إلى تدريب رياضيّ بُغية التَّمَرُّس في الجهاد، والنُّمُوِّ في المسيح، وبلوغِ ملء قامة “الإنسان الجديد”. يجب ألاّ ننسى أنّ كلمة “نُسك” باليونانيّة –άσκηση- تعني “التمرين” (التّدريب)، ولا تُفيد معنى “الإماتة”، وما يَكتَنِفُها من ألمٍ وحُزن. كلاّ، هي تعني جهادًا فيه شجاعة وإقدام. لهذا ليس النُّسك عِندَنا مَشَقَّة مُضنِية. لقد قال الربُّ لرسُلِهِ: “نيري هيّن وحملي خفيف” (متى11، 29) وذلك لأنّه أحرزَ لنا انتصارًا مُسبَقًا، ولا يبقى علينا إلاّ أن نحقّق فينا سرّ الخلاص. هذا هو جهادُنا ونُسْكُنا. ما يبقى لنا هو أن نُظهِر إيمانَنا بأنّ المسيح انتصَرَ، وتَمَّمَ الخلاص، ولا يبقى لنا إلاّ أن ننفَتِحَ عليه.
ولكي نتمّم هذا الجهاد لا يكفي أن نتجنّب التجارب، والخطايا، بل أن نغذّي فينا شوق الله، وهذا الشوق كلّما نما فينا ساعدَنا على نسيان الخطايا، وجاذبيّة العالم والأهواء. يقول القدّيس مكاريوس أيضًا: “نجدُ في ما يَستَهوينا معونةً، ومثقالاً يَجتَذِبُنا نحوَه. فإذا أحببنا الربّ ووصاياه، يسهُلُ علينا تطبيق وصايا المسيح. فمحبّة الله تجرّنا نحو الخير كالمِثقال، ويصير كلُّ جهادٍ وكلُّ تجربة أمرًا سهلاً” .
بالتالي عندما نؤجّجُ في قلبنا شوقَ الله ووصايا الإنجيل، يمنحنا الروح القدس القوّة لنَغلِبَ جاذبيّةَ الخطيئة المعاكِسة “وهكذا نتمّم هذه الوصايا من دون مشقّة” ، وهذا ما كنّا عاجزين عنه من قبل، ولو بذلنا جهودنا كلّها. علينا أن نواجه هذا الجهاد بروح التفاؤل والرجاء، كما يعلّمنا الآباء القدّيسون، حتى نتوصّل أن نشتاق خوضَ التجربة، لنُظهِر مقدارَ محبّتنا للربّ.
  رد مع اقتباس