عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:25 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,275

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

نحن في العادة نظنّ أنّنا نجد الراحة في الرُّكون إلى إتمام مشيئتنا الخاصّة، ورغباتنا، وميولنا، وأحكامنا الّتي قد تبدو موضوعيّة وموافِقة للمنطق البشريّ. ولكنّ هذا المنطق البشريّ ينتمي إلى المدينة الأرضيّة، الّتي هي “الجسد”. والحقيقةُ هي أنّنا لن نرتاح إلاّ بالدخول في شَرِكَةِ الآخر والله. وإنّ ما يولّده الروح القدس فينا من انفتاحٍ على الآخرين وشفافيّةٍ صادقةٍ حِيالَهُم ليس إلاّ تعبيرًا عن هذه الشركة مع الله والناس.
ليس الشيطان عدوَّنا الألدّ، ولا “العالَم”، بل الأنا، هذه الأنانيّة الّتي يسمّيها الآباء القدّيسون “حُبّ الذات”، وهي مصدر مشاكلنا ومشاكل المجتمع كلّها. لذا “فالحرب الروحيّة” الّتي نحن مدعوّون لأن نخوضَها ضدّ الشيطان وأعوانه، من خلال حَمْلِنا الصليب كلَّ يوم، إنّما هي برنامج حياة الإنسان المسيحيّ.
في هذا الصّدد، يُطالعُنا القدّيس يوستينوس بوبوفيتش بالقول التالي، وهو اللاهوتيّ الصّربيّ الكبير الّذي أُعلِنَت قداستُهُ مؤخَّرًا:
“أن يكون الإنسان مسيحيًّا هو أن يتبعَ الإلهَ الإنسانَ ويجاهدَ جهادَه، من خلال إنكار الذات، حاملاً الصليب… وأن يُصلَبَ الإنسان يعني ألاّ يفكّر مثل الناس، ولا يجعل من الإنسان المقياس الأعلى للحقيقة، وأن يتخلّى عن الأنانيّة والإكتفاء بالذات، وعن كلّ ما يراه الإنسان القديم فينا مفيدًا لبناء النفس بمعزلٍ عن الله. أمّا الهدف من هذا الصّلب فهو أن يلبسَ الإنسان الرّبَّ يسوعَ المسيحَ الإلهَ الإنسانَ، الّذي هو المقياس الأصدق للحقيقة، بحيث تصير أفكارنا وأعمالنا كلُّها إلهيّة إنسانيّة، وقد تألّهَت بمطابقتها لمثال يسوع المسيح، الإله الإنسان”.
  رد مع اقتباس