كلُّنا إذًا مدعوّون إلى كمال الحياة السماويّة، ولنا اختيار نمط هذه الحياة: إمّا الزّواج وإمّا البتوليّة المكرّسة، ولكنّ المطلوب واحد، وهو التخلّي عن الدُّنيا، عمّا يسمّيه الكتاب المقدّس “الإنسان القديم”. هذا التخلّي دُعِيَ إليه كلُّ مسيحيٍّ يومَ معموديّته، عندما سألَه الكاهن –أو سأل العرّابَ إذا اعتمدنا صغارًا-: “هل ترفض الشيطان، وكلّ أعماله، وكلّ ملائكته، وكلّ عباداته ومطرباته”؟ فيجيب الموعوظ: “نعم أرفض الشيطان”. وبعد هذا التعهّد، يُمسَح المُقبِل إلى المعموديّة بالزّيت، كما كان الأقدمون يفعلون أثناء تهيئة المصارعين للدّخول إلى حَلَبة الجهاد. هكذا يُمسَح المعتمِد قبلَ تغطيسه في الماء ثلاث مرّات، رمزًا إلى الأيّام الثلاثة الّتي قضاها المسيح في القبر. ثمّ يقوم المعتمِد، مشتركًا في قيامة المسيح، وقد أصبحَ إنسانًا جديدًا لابسًا المسيح (غلا3: 27)، ومدعوًّا بعد ذلك ليسلك في كلِّ أمرٍ بما يوافق المسيح، “في المسيح”، ويقتنيَ في سائر الظروف “فكرَ المسيح”.