نرى المسيح (في الإيقونة) يُمسِكُ آدمَ وحوّاء بيديه، ويَنتَشِلُهما بقوّة من الجحيم والموت. هنا يَكمنُ عملُ الخلاص. هنا نَجِدُ معنى الفترة الفِصحيّة حينما نُعيّدُ لغَلَبَة المسيح على الموت، فَيُحَيّي المسيحيّون بعضُهُم بعضًا هكذا: “المسيح قام! حقًّا قام”! هذا الفرح الفصحيّ ينبغي أن يكون موقف المسيحيّين الدّائم، ولذلك يدوم التَّعييد أربعين يومًا، لأنّ الرقم أربعين في الكتاب المقدّس يرمز إلى الاستمرار، والديمومة. لهذا ليس من عيبٍ وأمرٍ مُشين للمسيحيّة أكبر من رؤية مسيحيّين واجِمين، مُكتئبين، يغتمّون من مواجهة الموت. هؤلاء لا يَشهدون في حياتِهم لفرح القيامة، في حين أنّ الرسول بولس يَحُثُّنا على الفرح كلَّ حينٍ هاتفًا: “أين شوكتكَ يا موت؟ أينَ غلبتُكِ يا جحيم؟ ولكنْ شُكرًا لله الّذي يعطينا الغلَبَة بربّنا يسوع المسيح”! (1كور15: 57) لقد أحرزَ المسيح انتصاره من أجلنا بالآلام والقيامة، في طبيعته البشريّة، لكي تنتقلَ هذه الغلبة إلينا جميعنا، وتصيرَ لنا “مثالاً لنتبع خطواته”، كما يقول بطرس الرسول (1بط2: 21). لقد فتحَ الطريق الّتي قطعَتْها أبوابُ الموت، ليجتذبَنا مع آدمَ وحوّاء في انطلاقة الصعود إلى السماء.