عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2016, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الجهاد الروحيّ من أجل سلام النفس

أمّا المسيحيّة فشيءٌ آخَر: إنّها دخول حياةِ الله في مَدى حياة الإنسان. هي نوعٌ من الظُّهور الإلهيّ، لا كالظُّهور في العهد القديم، حيث يُشيرُ الله إلى حضوره بالرّموز. إنّما هنا الله نفسُه يلبَسُ الإنسان، ويصعَدُ به إلى السَّماء ليَجلِسَ عن يمين الآب، كما في عيد الصّعود. لقد تعوَّدنا الاحتفال بهذه الأعياد، ولم نعُدْ نَلتَفِتُ إلى العَثَرة الصّارخة الّتي تَضَعُها للعقل البشريّ. فبالنِّسبة للعقل، كما لفلاسفة الإغريق، أن يصبِحَ الله إنسانًا أمرٌ غيرُ وارد. إنّه عَثَرَة، العَثَرة الّتي من أجلها صَلَبَ اليهودُ المسيح. لم يستطِعْ الإغريقُ أن يُطيقوا هذا التزاوج بين المحدود واللامحدود. وقد أَعثَرَهُم بالأكثَر أن يصعَدَ هذا الإنسانُ إلى عَرشِ الله. رُغمَ ذلك، فهذا هو جوهر إيماننا: نحن لا نقولُ إنّ الله صار إنسانًا فحَسْب، بل إنّنا مَدعُوّون لنصير مثل الله في المسيح بفِعْل الرّوح القدس. من هنا ليست الكنيسة مؤسّسة بشريّة، ولا حتى “ديانة”، إنّما هي جماعة (شَرِكَة) المتألّهين”، كما يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس. هذا يَعني أنّنا نؤلِّفُ معًا جماعةَ الّذين يبتغون أن يعيشوا في شَرِكَةٍ مع الله. الكنيسة هي ملكوت السموات بيننا، ولكنْ يبقى علينا أن نكتشفَهُ شخصيًّا بمساهمة حرّيتنا الشّخصيّة. فهدف الحياة المسيحيّة، بحسب القدّيس سيرافيم ساروف، هو اقتناء الروح القدس، وتحقيق ملكوت السموات في ذاتنا، هذا الملكوت الّذي دخلَ فينا يوم معموديّتنا.
  رد مع اقتباس