فالرُّهبان لم ينصَرفوا قطُّ عن حياة الكنيسة، بل ما زالوا، منذ ألف وستّمئة سنة ونَيِّف، أوّلَ مَن تَعهَّدَ الإرساليّاتِ والتبشيرَ في سائرِ البلادِ المسيحيّة، في الشَّرق والغرب معًا. وإنّ المُحَرِّك الأوّلَ لتبشير شعوب البلاد السوريّة هم النُّساك العَموديّون من الرُّهبان. هنا أَخُصُّ بالذِّكر مثالَ الجبَل المقدّس (آثوس)، الّذي يوصَفُ بمَكان الخلوة والصّمت بامتياز، ولكنّه، منذ تأسيسه في القرن العاشر، بَقِيَ المَصدرَ الأساس لتبشير الشعوب السّْلافيّة في البَلقان وروسيّا، ولاعتناق تلك الشُعوب الدِّيانة المسيحيّة.