ج- تحوّل الجسد:
تقدّر الكنيسة الجسد الانساني تقديرًا كبيرًا. ويشهد على ذلك تجسّد المسيح، أي قاعدة خلاص الإنسان والعالم بأجمعه. ويوضح الرسول بولس: “ففيه يحلّ كمال الألوهة حلولاً جسديًا” (كول2: 9، انظر فيل 2: 5-11، عب 2: 13-18، اش 8 : 18، أع 8 : 9). قد اختبر التلاميذ ذلك على جبل التجّلي وبعد القيامة. فجسد الرب لم ينحلّ داخل القبر، بل أُنهض ولمسه الرسل حتَّى الجروح (مز 15: 9-10، لو 24: 39، يو 2: 21، 20: 27، أع 31-32، رؤ 5: 6).
في خليقة المسيح الجديدة يصير الجسد الانساني “عضو المسيح” و “هيكل الروح القدس” ( 1 كور6: 15-19)، ويُدعى الإنسان إلى تمجيد الله “بجسده” ( 1 كو6: 20 )، وإلى تقديمه “ذبيحه حية مقدسة مرضية عند الله” (رؤ12: 1) “لكي تظهر في أجسادنا حياة المسيح أيضًا ( 2 كو 4: 10). : فإنسان الخليقة الجديدة هو “ذرية الله” (أع 17: 18) ومساهم في مجد الله الذي يعكسه بجسده ( 2 كو 3: 18)
حرب الكنيسة إذًا ليست ضد الجسد بل ضد أهوائه. فإذا تحرّر انسان الخليقة الجديدة من اهوائه الفاسدة، صارت حوّاسه وكامل جسده نقية منيرة، وشعّ كل شيء حوله بمحبة الله ومجده.