ب- تقديس المادة:
لقد أتى الإله ليقدّس المادة ويطهرها ويرفعها عندما َقبِل أن يصير جسدًا. لأن جسدنا نحن البشر هو من مادة هذا العالم، ولكن هذه المادة بعكس ما يقوله بعض الفلاسفة اليونان القدماء، مثل أفلاطون، الذين يعتبرون الجسد كسجن للنفس والمادة بحدّ ذاتها فاسدة، أو كالهرطقة الغنوسية التي تؤكد أن المادة هي شرّ.
فهي بحد ذاتها جيدة، لأنَّها خليقة الله. لكننا يمكن أن نعتبرها قد فسدت بعد السقوط مع فساد طبيعة الانسان. ولكن هذا لايعني انها لا يمكن أن تتقدس من جديد، لأن المسيح قد أتى ليقدسها. لذلك عندما يتقدس الإنسان نفسًا وجسدًا، “أجسادكم هي أعضاء المسيح ( 1 كو 6: 15 ) وهيكل الروح القدس” ( 1 كو 6: 19 )، وهذه هي دعوتنا أن نتقدس بكليتنا.
نرى في معموديتنا عندما يقدّس الماء ويعاد إلى طبيعته الأصلية، انه يتجاوز طبيعته نفسها: فالمسيح بنزوله إلى الأردن، وباعتماده؛ حوّل الماء إلى قوة الفداء لكل البشر، وجعلها تحمل نعمة الفداء في العالم.