قانون الشكر أو الكلام الجوهري – استدعاء الروح القدس
بعد كلام التأسيس “خذوا كلوا..اشربوا منه كلكم..” يقول الكاهن: “ونحن بما أننا متذكرون هذه الوصية الخلاصية، وكل الأمور التي جرت من أجلنا الصليب والقبر والقيامة ذات الثلاثة أيام والصعود إلى السماوات والجلوس عن الميامن والمجيء الثاني المجيد أيضاً، التي لك مما لك نقربها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء”. الذبيحة التي نقدمها هي امتداد وتذكار لما فعله الرب من أجلنا لكي يخلصنا، كما أنها استباق لما سيحدث في المستقبل أي اشتراكنا في مائدة الملكوت والمجيء الثاني المجيد. في هذا الإطار يقدم الكاهن القرابين باسم الشعب الواقف حوله. هذه الذبيحة، كما ذكرنا سابقاً، نقدمها لله لكي نشكره على كل ما أعطانا. الخبز الذي هو عنصر الحياة نقدمه للرب رمزاً لتقديم حياتنا له لكي يقدسنا وندخل الملكوت.
ويتلو بعدها الكاهن صلاة استدعاء الروح القدس. رافعاً الصلاة باسم الكنيسة المجتمعة مستعملاً صيغة المتكلم الجمع: “نطلب ونتضرع ونسأل أن ترسل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة، واصنع هذا الخبز فجسد مسيحك المكرم،آمين، وأما ما في هذه الكأس فدم مسيحك المكرم، آمين، محولاً إياهما بروحك القدوس آمين . آمين. آمين.”. في هذه الصلاة نصل إلى أهم لحظات القداس الإلهي وأدقها حيث سيتحقق تحويل القرابين إلى جسد المسيح ودمه.القداس الإلهي هو عملية متكاملة وأجزاء القداس لا تنفصل عن بعضها البعض بل تتكامل. هكذا لا يمكن فصل استدعاء الروح القدس على القرابين عن باقي أجزاء القداس وإلا صار بالإمكان اختصار القداس إلى هذه الصلاة بمفردها ثم المناولة. هذه الصلاة تتوج ما كنا نعد له في القداس عبر اجتماعنا مع بعضنا وقراءة الإنجيل والرسالة وإعلان إيماننا ومحبتنا إلخ… ما يميز هذه الصلاة هو استدعاء الروح القدس “علينا” وعلى القرابين الموضوعة. علينا أن نصير هياكل للروح القدس.