ثم يحثنا الكاهن “لنضع قلوبنا فوق”. دعوة الكاهن لنا أن يكون الله كنزنا وأن نعطيه قلبنا. “يا بني اعطني قلبك” (أمثال26:23). يجيب الشعب على هذه الدعوة: “هي لنا عند الرب”. نطرح عنا كل خطيئة واهتمام أرضي ونرتفع بقلبنا إلى الله. ويردف الكاهن قائلاً: “لنشكرن الرب”، ألا يسمى القداس الإلهي سر الشكر! فالذبيحة هي ذبيحة شكر لله على كل ما أعطانا. ويجيب الشعب على هذه الدعوة بالقول: “لحق وواجب أن نسجد لآب وابن وروح قدس ..”. سجودنا للثالوث هو التعبير الوحيد عن شكرنا لله على كل ما أعطانا. إن معرفة الله تستحيل علينا دون شكره. فبعدما تمّ كل شيء، أي بعد منح غفران الخطايا وكسر شوكة الموت، لم يبق أمام الإنسان إلا أن يسبح ويشكر، وكأننا مُنحنا الشكر عرفاناً من الله وفرحاً فردوسياً. أثناء ترتيلنا “لحق وواجب…” يتلو الكاهن صلاة باسم المؤمنين نشكر الله فيها لأنه أخرجنا من العدم إلى الوجود، ورغم سقوطنا بالخطيئة منحنا الخلاص. ونشكره على كل احساناته الينا الظاهرة وغير الظاهرة. الإنسان المسيحي هو العبد الشكور ودوماً الذي يؤمن بأن الله يريد خيره وإن كان هو يجهل كيف يعمل الله، ويؤمن بأن كل عطية صالحة هي من لدن الله.