ينبغي علينا أيضاً أن نجاهد لكي نحافظ على نوسنا نقياً. يسمى هذا يقظة أو سهر في لغة العهد الجديد والآباء القديسين. يكتب القديسان كاليستوس وزانسوبولس أن النوس هو جوهر غير منقسم، وبسيط، وكامل في ذاته. ينبغي علينا أن نحافظ عليه“نقياً ومضيئاً“، وأن نتأكد أنه “منفصل عن الخيال، وليس له شركة معه“. حراسة النوس هي طريقة جيدة جداً للتخلص من حمل الخيال والتخيل. الطريقة الوحيدة لتحقيق اليقظة الروحية هي “من خلال فحص الخيال بعناية“، لأن الشيطان لا يستطيع إثارة وخداع النوس في غياب الأفكار المرتبطة بالخيال والتخيل، وذلك بحسب القديس هيزيخيوس القس.
التوبة هي الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من الخيال والتخيل. إننا نستطيع فقط أن نطهر قدرتنا التخيلية من خلال التوبة العميقة. لقد تكلم الآباء القديسون كثيراً عن عمل التوبة. يكتب كاليستوس وأغناطيوس الزانسوبولوس قائلين أن الخيال يُطرد “من خلال التوبة والانسحاق، الحزن والاتضاع“. ترتبط التوبة بالمشقة والدموع. يحرق البكاء كل توجهاتنا نحو الحياة المتمركزة حول الإنسان تماماً.
بالإضافة إلى ذلك، عندما نجاهد لكي نحفظ وصايا المسيح فإننا نتخلص من الحالات المرعبة والمشوهة الناتجة عن الخيال والتخيل. حفظ وصايا المسيح يعني محاولة اتباع المدركات الإلهية والوصول للاتحاد بالله من خلالها.