النتيجة الثانية، والمرتبطة بالأولى، هي أن الخيال والتخيل يؤدي إلى العديد من التشوهات النفسية، إلى حد الهلاوس والضلالات. عندما يغذي الشخص الخيالات باجتهاد، حتى لو كانت خيالات تخص الحالات الروحية، وعلى الأخص عندما يستمر في ذلك على مدار سنوات، فإن كل حياته الروحية تشوه، ويعاني من اضطرابات نفسية ومرضية خطيرة. يستطيع الناس الوصول إلى هذه النقطة من خلال ممارسة التأمل. ينبه الأرشمندريت صوفرونيوس ثانية قائلاً: “إنهم يستحضرون مشاهد من حياة المسيح أو من دراسات مقدسة مشابهة. عادة ما يتبنى المبتدئون هذا المسار. بهذا النوع من الصلاة التخيلية لا يُحتوى العقل داخل القلب بهدف اليقظة الداخلية. يبقى الانتباه مثبتاً على الجانب البصري للصور المعتبرة كإلهية. يقود ذلك إلى إثارة نفسية (عاطفية)، التي إذ تصل للذروة، قد تقود إلى دهش مرضي. يبتهج المرء فيما ’وصل‘ إليه, ويتشبث بهذه الحالة، ويتعهدها، ويعتبرها ’روحية‘ (كثمار للنعمة) وبالتالي يظن المرء في نفسه أنه قديس ومستحق لمعاينة أسرار الله.لكن في الواقع، مثل هذه الحالات تؤدي إلى هلاوس، ولو لم يخضع المرء لأمراض عقلية، فإنه على الأقل يبقى ’مفتوناً‘ وعائشاً في عالم من الخيال“.