5- مظاهر الخيال والتخيل
من المهم تقصي الطريقة التي يظهر بها الخيال والتخيل، وكيف يعبران عن نفسهما، وكيف يتكونان. يعني ذلك إلقاء النظر على العوامل التي تثير قدرة النفس التخيلية.
تلعب الحواس دوراً رئيسياً في نمو الخيالات. في أغلب الأحيان يكون التخيل هو استرجاع الصور التي تجلبها لنا الحواس.هذه هي صور تأتي من واقع مدرك. يعلِّم القديس مكسيموس أنه عندما يقاد الجسد نحو الرغبات والملذات بواسطة الحواس، فإن النوس المنحرف “يذعن ويخضع لخيالاته واندفاعاته الشهوانية“. بالتالي عندما يحفَز الجسد بواسطة الحواس، فإن النوس يستجيب للخيالات والتخيلات. إننا نرى شيئاً ما، ونرغب فيه، ونشعر باللذة، وتُخلَق الصورة الخيالية. بالمثل، تثير ذاكرة الشخص، أو الشيء أو الموضوع الخيال. علي حين يعمل النوس المنحرف بهذه الطريقة، فإن النوس الصالح “يمارس ضبط النفس ويمتنع عن الخيالات الشهوانية“.
يعلِّم أيضاً القديس مكسيموس قائلاً: “إننا نحمل معنا الخيالات الشهوانية التي للأمور التي اختبرناها“. عندما نختبر أموراً متعددة، وعندما نكتسب هوى من نحو شخص ما أو شيء ما، فإنه من الطبيعي أن تكون لدينا خيالات شهوانية وتصورات نحملها معنا. بالإضافة إلى ذلك، يكتب القديس غريغوريوس بالاماس أن القدرة التخيلية للنفس تستقبل البصمات أو الصور من الحواس. “هذه القدرة، وليست الحواس نفسها، هي التي تفصل تماماً الصور الموجودة داخلهم عن أجسادهم“. ليست الحواس هي الملومة، لكن من خلال الحواس تنطبع “الأشياء التي سُمعت، والتي تم تذوقها، والتي تم شمها، والتي لمُست”على قدرة النفس التخيلية وتصبح مرئية.