النوع الثاني من التخيل هو أحلام اليقظة. هذا النوع من التخيل يرتبط بصور من العالم الحقيقي. “قد يتخيل رجل فقير أنه إمبراطور، أو نبي، أو عالم عظيم“.
النوع الثالث يرتبط بالإبداع الفني والثقافي. “التفكير المتمعن في حل لمشكلة ما، الذي يكون حلاً تقنياً، يُعمِل التخيل مع الذاكرة. هذا النوع من النشاط الذهني له معنى كبير في الثقافة الإنسانية، وهو ضروري للتطور الإنساني“.
النوع الرابع من التخيل من الممكن تسميته الإبداع اللاهوتي. “عندما يحاول الذهن اختراق سر الوجود وفهم العالم الإلهي.مثل هذه المحاولات لابد وأن تتضمن على التخيل، الذي يميل الكثيرون إلى إعطائه المسمى الأسمى الذي هو الإبداع اللاهوتي“.
إنه يسترسل في تحليل إلى أي مدى يتسبب نمو الخيال والتخيل في شر لحياة الإنسان الروحية وحالته العامة من جهة، ومن جهة أخرى كيف يعيش الناسك حياته الروحية بدون التعبير عن الخيال أو التخيل أو تفعيله.
يجاهد المسيحيون بشدة، خصوصاً الرهبان، في البداية لكي يتحرروا من النوع الأول من التخيل (الخيالات الخاصة بالأهواء الجسدية الرئيسية)، ثم بعد ذلك لكي يتحرروا من الأنواع الثلاثة الأخرى. إنهم يمتنعون عن كل تخمين وأحلام يقظة، فهم يتجنبون التأمل في أمور أو مفاهيم عن الله. لا يمكن لأحد أن يكتسب صلاة النوس في القلب ومعرفة الله بواسطة القدرة التخيلية. إن تطهير القدرة التخيلية بتوبة عميقة هو وحده الذي يجلب معرفة الله الحقيقية.