مثل هذه الصور الشيطانية والصور المستحضرة من قِبَل الإنسان قد تؤثر على الناس، أو تغيرهم، أو تحولهم، لكن يوجد أمر وحيد لا يمكن تجنبه وهو أن كل صورة، سواء كانت مخلوقة من قِبَل الإنسان نفسه أو مقترحة من قِبَل الشياطين، ومقبولة من قِبَل النفس، سوف تشوه الصورة الروحية للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. هذا “الخلق” في ذروة نموه يقود إلى تأليه الخليقة، الذي هو تأكيد للمبدأ الإلهي الموجود في لب طبيعة الإنسان. هذا هو السبب الذي يجعل الدين الطبيعي، أي دين العقل الإنساني، قد يكتسب بشكل قاطع خاصية وحدة الوجود.
كل من الصور الشيطانية والصور المستحضرة من قِبَل الإنسان قد تكتسب قوة كبيرة جداً، ليس لأنها حقيقية بكل معنى الكلمة مثل القوة الإلهية التي تتأتى من لا شيء، لكن بمقدار ما تتشكل الإرادة الإنسانية وتتبلور بواسطة مثل هذه الصور. لكن الرب يحرر ذاك الذي يتوب عن تأرجح الهوى والتخيل، وبالتالي إذ يتحرر المسيحي يسخر من قوة التخيلات“.
إنه لا يشير هنا إلى ما يسمى في هذه الأيام التخيل والذي هو حالة غير طبيعية، ولكن إلى الخيال نفسه وإلى كل صورة تخيلية ينظر إليها المرء على أنها ذات معنى.
يذكر الأرشمندريت صوفرونيوس ساخاروف، من بين أشياء أخرى، أنه يوجد أربعة أنواع من التخيل.
النوع الأول “مرتبط بأهواء الجسد الكبرى“. الذي يكون في هذه الحالة قابلاً بشكل مستمر للصور والخيالات المرتبطة بأهواء الجسد.