4- أربعة أنواع من الخيال
كما ذكرنا من قبل، من الواضح من تعليم الآباء القديسين أن المسار إلى الاتحاد بالله لابد وأن يمر خلال تطهير القلب والتحرر من الخيال، عندما تتحرر القدرة التخيلية من الصور والانطباعات. يحلل القديس غريغوريوس بالاماس المسار الكامل لهذه الرحلة في إحدى عظاته عن دخول والدة الإله الهيكل، التي يصف فيها كيفية وصول والدة الإله للاتحاد بالله. لقد تعلمنا في هذه النقطة أن القديسين تحدثوا عن الله بدون خيال أو تخيل، وأن علم اللاهوت النقي ليس له أية علاقة بالتخيل.
يوجد داخل الكنيسة مسيحيون في مراحل مختلفة من النمو. يكون البعض في مرحلة طفولة، والآخرون في مرحلة الصبا الروحي، ويكون الآخرون بالغين روحياً. بالتالي يكون جهاد كل مسيحي مختلفاً. ينبغي علينا أن نحذر من الاعتماد على الخيال أو التخيل، لأن هذا ليس هو أساس الحياة الروحية، ولكنه شيء يشوهها.
سوف نستند الآن إلى تعليم أب روحي معاصر هو الأرشمندريت صوفرونيوس، الذي كان خبيراً في المسائل الروحية وكان شاهداً حياً على طريقة الحياة تلك.
إنه يكتب في موضوع الخيال قائلاً: “إن عالم الإرادة والتخيل الإنساني هو عالم السراب. إنه أمر مشترك بين الإنسان والملائكة الساقطين، وبالتالي يكون التخيل عادة موصل للطاقة الشيطانية.